.jpg)
فالخيانة صفة تنبع من شخص عديم الانتماء أو الأصل يجعل مصلحته الشخصية في المقام الأول و الأخير، فهي كالخلايا الغير نشطة الكائنة بجسم أي إنسان وعندما تتعرض لبعض الكائنات الأخرى تنشط هذه " الكلمة " بكل معانيها وتبع منه في صور متعددة، ولكن تختلف الخيانة من شخص لأخر، فمثلاً خيانة الزوج لزوجته أو خيانة الحبيب لحبيبته أو العكس صحيح، عندما يشعر الإنسان بظهور عامل الشك و الوسواس بداخله ينشط هذا الفيروس و ينتشر بصورة سريعة جداً متجهاً لعقله و أذهانه فيجعله يفكر في أي شيء واحد في حياته و هو الانتقام القاتل والذي يؤدى بنهاية حياته أو حياة من يحبه .
فالخيانة من الممكن أن تكون في العمل أو بمعنى صحيح العلاقة بين العامل و صاحب العمل، ويكون المال هو العامل الأساسي و الرئيسي فيظهر هذا الفيروس بينهم و يؤدى في النهاية لترك العامل العمل لشك صاحبة بة و عدم ثقته فيه أو ائتمانه على ممتلكاته .
أما الخيانة العظمى هي خيانة الشخص لبلده الذي نشأ و تربى فيها وشرب من نيلها العظيم، وفى هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلد من فترة انتقالية جديدة و في محاولتها إلى التقدم و الازدهار، يظهر عامل الإرهاب الذي يحيط بالبلد ويحاول بكل ما يملكه من إمكانيات بعدم استقرارها و تقدمها .
فأصبحت الخيانة شيء سيء جداً ، يدمر كل من حوله سواء أشخاص يحبهم أو وطن ينتمي إلية، حتى أصبحت كالمياه التي تنبع من الآبار.
فبئر الخيانة موجود داخل كل إنسان ضعيف يجعل عوامله تتأثر به فينتشر في جميع أجزاء جسده ثم يظهر في صور أفعال تصدر عنه وتنتهي في النهاية بالانتقام .
وهناك الكثير من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية التي تحث كل إنسان على عدم الخيانة وعرض القرآن الكريم نماذج من الخيانة؛ كخيانة أهل الكتاب، وخيانة امرأة العزيز، وخيانة امرأتي نوح ولوط عليهما السلام، وخيانة إخوة يوسف، وخيانة حاطب بن أبي بلتعة. كما بين القرآن الكريم عاقبة أهل الخيانة في الدنيا والآخرة ..
حيث قال الله تعالى " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا
و الأمانة في الآية الكريمة هي كل ما يؤتمن عليه المرء من أمر و نهي و شأن دين و دنيا و الشرع كله أمانة كما قال الحسن البصري و غيره من السلف رحمهم الله تعالي ..
و قد كان تحذير القرآن الكريم من الخيانة شديداً في آيات كثيرة منها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ"
وقال الله " إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ"
و قد قرن الله تعالى هذه الصفة بالكافرين و النافقين فقال " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُور"
و قال تعالى " وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا "
قال النبي صلي الله عليه وسلم:"المكر والخديعة والخيانة في النار". حسنه الألباني في صحيح الجامع
- وقال صلي الله عليه وسلم:"لا يجتمع الإيمان و الكفر في قلب امرئ, و لا يجتمع الكذب و الصدق جميعا, ولا تجتمع
الخيانة و الأمانة جميعا ". قال الألباني في السلسلة الصحيحة:وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات
وقال صلي الله عليه وسلم:"اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه يئس الضجيع، و أعوذ بك من الخيانة فإنها يئست البطانة". قال الألباني: حسن صحيح
وقال صلي الله عليه وسلم:"ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم والخيانة والكذب. و إن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة فتنمو
أموالهم و يكثر عددهم إذا تواصلوا". صححه الألباني في صحيح الجامع
عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يُطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب " . قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه البزار وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
وقال صلي الله عليه وسلم:"أد الأمانة إلى من ائتمنك، و لا تخن من خانك". صححه الألباني في صحيح الجامع
فعل كل إنسان أن يتق الله فكل شيء و أن يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى حتى لا يجعل للشيطان له باباً يدخل له منه فيوسوس له في أموره و حياته الشخصية أو في أي أشياء أخرى تجعله يخسر حياته بالكامل ويكون سببها البعد عن الدين وعدم ثقته بالآخرين في أي شيء .
وفى النهاية عرفنا ما هو بئر الخيانة و أين يقع و كيف يمكن تجنبه ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق