قصة تتكرر أحداثها بصفة مستمرة ما بين الحين والأخر، ليكون أبطالها الطيب المعالج، ويكون ضحيتها المريض، الذى لا حول له ولا قوة، والذى يراى الحياة بعين والموت بالعين الأخرى، وتكون أحداثها هى إهمال الإطباء داخل المستشفيات، سواء الحكومية أوالخاصة، إما لعدم كفاءتهم الطبية أولرغبتهم فى الحصول على المزيد من الأموال والتربح من تلك المهنة السامية، وعدم النظر بالمريض نفسه بإنه إنسان يجب إسعافه والرعاية به بصرف النظر بحالته مهما كانت خطره أم لا، وعدم مراعاه الطبيب بإنه " ملاك الرحمه " عليه واجبات أساسية يجب تنفيذها تجاه المريض ايأن كان فإنه إنسان، فمن واجبه الأساسى رعايته والإهتمام به و الحفاظ عليه حتى يعود لحالته الطبيعية مرة أخرى من جديد.
وبالإضافة الى قصور بعض الإطباء أثناء تأديه وظيفتهم السامية، الا أن هناك دور هام يجب النظر اليه الا وهو نقص الإماكنيات، سواء الإجهزة الطبية اللازمة أو معامل التحاليل الطبية الخاصة والتى يعتبر بعضها غير متوفر خارج المستشفيات، وحتى إن وجدت يكون تكاليفها بالنسبة للمريض فى عدم قدرته وإستطاعته لعملها، وهذا العامل يعتبرعاملاً أساسياً ومهم للغاية فى معاونه الآطباء لمساعدتهم لمرضاهم وتلاقيهم العلاج المناسب لهم .
فأصبحت الأن صفة " الإهمال " وعدم الضمير هى السائده لدى بعضهم وشعارهم الأن، بدلاً من صفة " ملائكة الرحمة " .. الصفة الذى يتميز ويشتهر بها أى طبيب فى أى مكان بعالم.
مشوار حياتها :
كانت " فاطمة الزهراء عامر " والبالغة من العمر 33 عام، والحاصلة على كلية أداب قسم تاريخ، تعيش حياه كريمة مثلها كامثل أى فتاه فى عمرها، وبعد وفاه والديها الحياة شعرت هذة الفتاه بالوحده فى هذة الدنيا ولا تجد من يرعاها الا شقيقها ويدعى " أحمد عامر " فتأثرت بفراقهما كثيراً، حتى تعرضت لمرض الإكتئاب المزمن منذ عام 2003، فكانت تجلس معظم الأوقات منعزله بمنزلها دون الإختلاط بأحد فقلق شقيقها عليها من هذا المرض، فتوجه بها لإكثر من طبيب لمعالجتها محاولاً إسعافها و الأطمئنان عليها وعودتها الى حياتها الطبيعية مرة أخرى من جديد، حتى ذهب بها الى مستشفى الزهراء الجامعى .
طوال فترة المرض أثناء تواجدها بالمستشفى ورحلتها مع الموت :
كان يذهب " أحمد " اليها كل يوم بصفة مستمرة للأطمئنان عليها ونظراً لخوفة الشديد عليها، حتى لا تشعر بإنها وحيده حتى أثناء فترة مرضها، ولكن كان يتصدى له الأطباء المعالجين لها بالقسم النفسى بالمستشفى من دخوله لرؤية شقيقتة.
وأصحبت " فاطمة الزهراء " داخل هذة المستشفى لمدة شهرين كاملين إعتباراً من 20/ 4/2014 وحتى 20/6/2014 وبعد مرور تلك المده خرجت من المستشفى وعادت لمنزلها مرة أخرى، ففرح شقيقها بخروجها ولعدم رؤيتها منذ شهرين، ولكن إزداد الأمر سوءً، وبدءت تعانى كثيراً من هذا المرض، فتوجه شقيقها بها مرة أخرى الى المستشفى بعد مرور 14 يوم منذ خروجها أول مرة، ودخلت بتاريخ 4/7/2014 حتى فارقت الحياة بتاريخ 6/8/2014 .
معاناه شقيقها أثناء تواجد " فاطمة الزهراء " داخل المستشفى :
ظل " أحمد " يعانى كثيراً من عدم رؤيته لشقيته طوال فترة مرضها داخل المستشفى، بالإضافة الى تحمله تكاليف العلاج والتحاليل اللازمة التى كانت تجرى خارج المستشفى بأمر من الطبيب المعالج ورئيس القسم، ولكن بعدما ساءت ظروفها الصحية تم نقلها الى الرعاية المركزة، فتم إخباره بذلك للعلم وليس الا.. ولم تكمل المريضة التى لا حول لها ولا قوة مقاومة المرض حتى تغلب عليها مستخدماً فى ذلك سلاحة القاتل وهوعلاج " الليثيوم " بأيدى هؤلاء الأطباء " ملائكة الرحمة " وفارقت الحياة .
زيادة نسبة عقار " الليثيوم " عامل أساسى بوفاه فاطمة :
عقار الليثيوم عبارة عن ملح فى الدم وهذا الدواء المفضل لعلاج الهوس، ولكن في بعض الاحيان يستخدم ايضا لمنع الاكتئاب الشديد، كما إنه يساعد في علاج الأضطراب نفسي الشديد والمعروف باسم الاكتئاب الهوسي . (Manic Depression) كما أن عقار الليثيوم يقلل من
وتقوم بعض المستشفيات بإستخدامه في الحالات الاكثر صعوبة، مع مراعاه المراقبة والدقة الشديدة، لان زيادة النسبة لهذا العقارفي الدم، يسبب اثارا جانبية خطيرة، وقد يستغرق هذا من 2 - 3 اسابيع الى ان يبدا التاثير الايجابي للليثيوم، لذلك هناك ميل لاعطاء معظم الحالات، دواء مضاد للذهان جنبا الى جنب مع الليثيوم حتى تبدا فعاليته بالظهور، والمستوى العالى جدا منه يمكن ان يؤدي الى اعراض سامة, والاعراض المعروفة لتسمم الليثيوم تشمل رعاش, غثيان, ارتباك, تقيؤ, تشنج العضلات. (Nystagmus) واضطرابات فالمستوى العلاجي لدى الرجال والنساء هو بنسبة 0.5-1.5 ملل مول لليتر لعلاج الهوس، أما المستوى السام هو بنسبة فوق 1.5 ملل مول لليتر.
فمعنى ذلك زيادة تلك النسبة للمريضة لتصل الى 1.9 طبقاً لتقرير معمل المختبر والأخرى بنسبة 2.03 فى معمل الدكتور حمدى الإتربى إستشارى التحاليل، فإنه من الممكن أن يكون أحد الأسباب الأساسين بوفاتها داخل المستشفى .
نقص الإمكانيات و عدم توفر الرعاية الصحية اللازمة يدل على عدم كفاءة المستشفى :
وإذا ذكرنا قصور الإطباء فلابد من أن هناك عاملاً أخر سبباً فى الإهمال الا وهو نقص الإمكانيات وعدم توفر الرعاية الصحية اللازمة بالنسبة للمريض، إعتباراً من فترة دخوله المستشفى وحتى خروجة، ولا ننسى ما قام بة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، عندما أحال مدير مستشفى ونوابه إلى التحقيق، عقب زيارته المفاجئة للمستشفى من قبل، والتى نتج عنها خلال زيارته بسوء أحوال المستشفى وتردي الخدمات الصحية التي تقدمها للمرضى، وكان برفقته خلالها وزراء التخطيط والتعاون الدولى، والأوقاف، والصحة، والإسكان والتضامن الاجتماعى، فأمر على الفور بإعفاء مدير المستشفى ونوابه من مناصبهم، وأحال جميع المخالفين إلى التحقيق، كما أمرايضاً بتشكيل لجنة تضم وزراء الصحة، والتخطيط والتعاون الدولى، والإسكان، والأوقاف؛ لمتابعة تطوير المستشفى، ومستشفى الحسين الجامعى، وباب الشعرية؛ من أجل تقديم خدمة طبية متميزة للمواطن المصرى .
بلاغ للنيابة العامة :
ويروى لنا " أحمد " بإنه توجه هو وبعض من أقاربه لنيابة الوايلى، وقام بتحرير محضر برقم 3410 لسنة 2014 إدارى الوايلى، أثناء وفاه شقيقته بالمستشفى ويتهم فيه كل من مدير المستشفى بصفته وكل من الدكتورة خديجة راغب رئيس قسم الطب النفسى وكل من الطيب المعالج الدكتور مصطفى ابو المجد و الدكتورة مروة سعيد المدير التنفيذى للوحده، بإن إهمالهم هو السبب فى وفاه شقيقته داخل المستشفى.
شهادة طبيب :
وأضاف أن الدكتور" حسام الدين عبد المعطى " دكتورالرعاية المركزة والمشرف على حاله المجنى عليها، بإن حالتها كانت سيئة للغاية قبل دخولها الرعاية وساءت أثناء فترة الرعاية لدرجة إنه قاما بعمل كمدات لمدة 3 ساعات متواصلة و شفط للرئة نظراً لتواجد إفرازات غزيرة منعتها من التنفس، وبعد ذلك قاما الطبيب بنقلها الى رعاية التخدير نظراً لسوء حالتها الصحية و دخولها فى غيبوبة تامة، وبعد وفاتها قاما الطبيب بكتابة أسباب الوفاه الا وهى وجود هبوط حاد فى الدورة الدموية و القلب والتنفسية نتيجة تسمم الدم بعقار الليثيوم .
المطالب :
ويطالب شقيق المجنى عليها من وزيرالصحة بتشكيل لجنة خاصة لفحص والتحقيق ومتابعة ما يجرى داخل هذة المستشفى، من أجل تقديم أفضل خدمة طبية متميزة للمواطن المصرى البسيط، والتحقيق من سلامة كافة الأدوية الموجودة بمخزن المستشفى، مع العمل على توفرالأجهزة اللازمة بالإضافة لمتابعة الأطباء أنفسهم من قبل لجنة خاصة لتحسين سيرالحالة الصحية للمريض تجنباً من الإهمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق